لســــان العصــــر
{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
ملح الحياة
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر :
{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
ماذا نعني بتجمع العصر
الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]
المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]
{اللهُ}
جلّ جلاله وتباركت أسماؤه
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
[13 الأحقاف]
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة
ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون}
[30فُصّلت]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
{ وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين}
[9 النحل]
جفـاءُ المضـاجـع ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى
وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء سـاعات الجوى
قد مضى عهد التّصابي و مقبل الأيّام رجعٌ للصّدى
إهداء هذا الديوان
إلي الإنسان
يا أيها الإنسان الذي أضاع متعة السكون في جنة حاضره
متشبثاً بأمجاد ماضيه الذي ما عاد يعالج معراج مستقبله
فلتعلم بأن ما أنت عليه الآن ليس إلا الوهم يمتطي صهوات الوهن والضياع.
و لتعلم بأن ما من كتاب أنزل ولا من رسول أرسل ولا من شريعة شرّعت
إلا وكرامة الإنسان كانت وما انفكت هي الهدف والمبتغى
هي المبتدى وهي المنتهى.
إلى كل رمز حائر يجهل إلى المفر سبيلا
إلى كل حائر بين الشعاب على مفترقٍ من النجود
وقد تعمّى عليه السبيل
إلى كل معتكفٍ ببيضةٍ
يظن أن قد يهتدي إلي القيوم سبيلا
إلى كل منصرف إلى أهوائه وقد أراح الفكر
عن تحري أيّ طريق إلى النجاة سبيلا
إلى كل مبتدئ غره العنفوان
فأنساه أن التعمير
أقصر من لمح طرف الزمان المهيل
إلى كل من شاخ على الطريق غافلاً
عن أن الطريق إلى ختامٍ يحثّ السير بلا تمهيلا.
حقيقة الأمر فيك
العبادة ليست لأجل {الله}
فكن فطناً لأنه هو المتعال
الصلاة في اليوم والليلة ستاً
والصوم شهرٌ واحد
تلك سبعٌ لإصلاح الجسد والأفعال
الجسدُ الطينُ أرض نماء الحياة
والسماء آفاقٌ مشدودة إليها بالحبال
الحبال مودة و رحمة والمراد السكون
بعضهم لبعضٍ الآن هنا وحين المآل
الأب الصالح مولود أبنائه
وليس تحت الجدار غير محترم الخصال
عندها يكون كما في السماء فوقٌ
يسكن الأرض تحت الجبال
وما الجبال إلا عقولاً تُبدي سكوناً
وهي كالسحاب لا تكف عن تجوال
فإن أردت أن ترى حقيقة الأمر
فاخرج بنفسك عنك الآن في الحال
فيُقام الوزنُ فيك بالقسط
ولا يرجّح الميزان غير الحلال
وتُرجم شياطينك فيك شهباً
فلا يُسمع منك غير ألحان الجمال
وتلك كلمة طيّبة أصلها ثابت
والفرع عليه تقوم أركان الجدال
بالتي هي أحسن تُراض الأسود
وللإحسان حق اليقين كمال
حكمة التعمير
ليس البدر يكون في ليل تمامه
في حساب كتاب لا ريب كامل التنوير
فالأنوار عدد أحوالٍ مقامها سبعة
كما العدد للسماوات والأرض بلولب التدوير
السماوات سبعة وسبع أرضين
وكل ما بينهما يسبع واللغة للتعبير
فكل كلمة لا بل كل حرف
بل كل نقطة لها سبع أبعادٍ سنة التمرير
فلا يقولن كائن من كان بأنه
قد أدرك ظاهر الأمر و التأويل والتقدير
فالساعة آتية تكاد لا تظهر
وهي الآن قائمة شأن العلي القدير
يمكنك بأم عينك أن تراها
إن استطعت رؤية التعبير في نسيمات العبير
الساعة آتية معناها قد أتت
وهي الآن حاضرة على شاشة التصوير
الجزاء من جنس العمل
والأسباب والغايات بعضها من بعض
وتلك سنة التسيير
فلتطمئن وترضى فأنت بأعظم نعمة
بها قضى وقدر العالم الأول كاتب التقرير
الأخذ بالأسباب فضل فاتبع السبب
وأصبر ورابط وانتظر علامة التبصير
فإن أنت فعلت لابد ستدرك
وتلاقي رب ذاتك أحسن حسنة التخيير
فأحسن الحسنى أن تضع الأشياء في مواضعها
وتلك جُعلت غاية حكمة التعمير
دعوة الإنسان
انكشف الغطاء فبانت المغاور
واهتدت الأبصار لمركز البصائر
ظهر الإنسان بدعوة البشائر
حشر الوحوش وبعثر المقابر
فتزاوجت نفوس وأنجبت ضمائر
جلسة استغفار
على مشارف الأنوار تكون جلسة استغفار
لتنجلي الأسرار ويولد الأبكار
هي برزخ أنوارٍ الحق فيها يُدار
والمهد فيها يزار بتراتيل من الأذكار
مسك يفوح بالأسحار يعطر ساحة الأبرار
هو قبس من نار يرشد الأفكار لمرفأ الأحرار
الشهود
لا الخلق ميزان ولا الأكوان شاهد
الحق مطويّ مسجى فيما نشاهد
ما كونٌ يكن إلا وهو كائن
ولا كائنٌ فيما يكون غير المَشَاهد
ما وجهه من معني كن إلا شواهد
مرآته لشهوده ذات المُشاهد
فعش به في ظله لا لا تجاهد
فإنك أنت هو لا غيره
فاسكن وشاهد
الطابور الخامس
لا تقنط فإنك إن فعلت
انهارت الأركان حطّمت الجسور
وأصبحت الظنون عمدة دارة البيت
واعتلى الوهم على متن الظهور
الثقة في حسن اختيار الرب لما بالمقام
جنّة وارفة الظلال فيّاضة بالنور
التسليم يكفيك خلاصة الشهوات
والرغبات المشاكسات على جسر العبور
هذه الأولى الفانية هي الجسر
يؤدي لما في الآخرة سعادة وحبور
فلا يغرنّك البهرجة والتبرّج من جانبها
فإنه الطُعم به تغريك إلى الغرور
فلا تختال على ظهرها مرحاً
فلن تُعطيك شيئاً ونهاية الطواف إلى القبور
فإن أردت شكم غرورها خذ الكفاف
واعتمد الإيثار غسلاً من الماء الطهور
خذ الحذر تيقظ
فالنفس على جميع مدارجها أمارة
ولا يواجهها فيرديها إلا من كان جسور
ولا تطمئن لها إن رأيت أنها رضيت
فإنها خدّاعة و المكر خامس الطابور
ليس فيما ورد أعلاه إلا جيشان نفسٍ
توّاقة للرجوع إلا الوطن والبيت المعمور
حيث كانت في أمانٍ لا يعكّر صفوه
خوفٌ ولا ما بالغيب في المجهول مغمور
الملفات المشفّرة
قوة الفكر سلاح لا تُدانيه سرعة البرق
حين النفخ في صور أعمدة الكفاح
والنبأ تخبر به الآيات بالرايات ظاهرة
من حافة الآفاق حين ينبلج الوضاح
تُخرج السرّ من مكنونه تبوح به بلا وجلٍ
ولا تخش أن ربما يكون افتضاح
فدعك من النحت على القواعد وانتظر
فما من سرٍّ إلا له من به بوّاح
ما كان كل الذي فيما كان معتبراً
عند أعلم العلماء غيبا دونه تُطوى البطاح
هو الآن يعتبر من طبيعة الأشياء
تدركه العامّة ببداهة الإفصاح
فلا تغتر إن رأيت أن لديك بعض معرفة
بها تتباهى أمام ليلى وسلمى وسماح
الغرور حماقة و فوق كل ذي علمٍ عليمٌ
ولا نهاية للعرفان تبلغها مهما استطلت جناح
حم كلمة السر تحمي ملفات علومٍ مشفّرةٍ
تحميك من ويل ادّعاء تشفيك من الجراح
ملفاتٌ تعجز عن قراءتها جهراً
وبالفكر تطوي الصفحات كالبرق اللمّاح
من هو المختار
من هو المرجو لتغيير الكون هذا
وقد انتكس ميزان القضاء
ومتى يأتي المخلص المختار هذا
أمن الأرض يقوم أم ستنزله السماء
هل شرط ظهوره أن يعمّ الفساد
وأن تُسفك على الأرض الدماء
هل سيكون أمر الصلاح للأرض
كما كان الأمر بعهد أول الخلفاء
هل الآن بداية العهد للإصلاح
أم نحن نشارف نهايات البناء
نحن نقف الآن حيارى لا نعرف
نجهل كيف نعبر كيف نبتدر الغناء
كيف لنا بهذه الأحوال أن نتكيف
وحدود الصبر طغى عليها العناء
هل الحيرة وقود طلب الصلاح
أم أن الساعة الفجاءة تعم الفضاء
المجدد
ملك الملوك اليوم جاء مُجدداً
ضرغام آكام المعاني والرضاء
السبح والتقديس لبّيا له النداء
والأرض قد دحيت فكانت مسجدا
الروح والأملاك خاضعة له
من طيّه المأذون صاح مؤذنا
ثدي الصحاح
حمم البركان تذوب تبني مسجداً لفلاح
اللافا تصوغ مئذنة
والجمال ينادي
أن بورك من في النار
ومن هو حولها ساهر صيّاح
حُطمت صلبان وجيء بالخنزير
ذُبح قربانا عند كل صباح
حمم من البركان تساقطت
جرت أنهارا وفاضت ينابيع
و الأجفان بتن قراح
الماء عذب بارد شرابه
و موؤدة كُشف نقابها وتميزت
بعد إطلاق سراح
الحق صار لهيباً
لا يطأه غير هالك مقراح
الحرية أصبحت بيضاء
أنهار من لبن
والشهد فيه شفاء لكل صابر نوّاح
الهوان قيد الحبس مكبلاً
بخمر شفاه زرقاء العيون
والصبايا حولها يشفين كل جراح
الليل أضاءته مصابيح كلمات
والتخاطب فعلاً كرد الطرف
جنة عاشق رواه ثغر الحبيب لماً
فأذاب لوعة السوّاح
التزاوج كنسائم أرواح تداخلت
فلا فلٌ ولا ياسمين عبير عبق الرياح
والريق سلسبيلاً رشفته ورود الأقاحي
عند تقبيل ثغور الملاح
تطيبت بالذكر وارتوت بألبانٍ
رضعتها من ثدي الصحاح
الرسول الأحمدي
دار الزمان كعهده
يوم بُعث الرسول المحمدي
القلب حجرٌ
والعقل للبعير عقالٌ
جاهلية أولى لعهد جاهلي
الدين صار جلباب وجاهة
وتجارة اليوم مساجدٌ تُبنى ضرارا
فوا محمداه
أما آن ظهور الرسول الأحمدي
كسرى أنوشروان نهض في الشرق مهللاً
وفي الغرب قسطنطين للمجد يرفع رايةً
ودالت الدنيا لهرقلٍ بأمريكا
البيت كسوه أكفاناً
وصار إليه الحج واجب هذا العهد الجاهلي
فوا محمداه
أما آن أوان الظهور الأحمدي
هذا أوان البعث نعلم أنك آتي
بنور الحق البدر السرمدي
بنور العلم لا بسيف مجاهد
بالصبر بالاصطبار بالتقوى
عصابة رأس مجاهد تقي
عسى ولعل
ألم تر أن نفوساً قد تسامت
عن كل صغير تعالت
فأنبتت من كل زوج بهيج
فعسانا أن نكون ظلالاً وارفات
أو أن نكون حقولاً
أو أن نكون بالذكر لساناً لهيج
حائط أنوار الدخان
من عفن الماء جاء الإنسان
ومن هواء آسن برز الشيطان
لخلاصٍ من ذاك اقرأ رتل قرآن
و خاصة ذاك آيات الدخان
لطب التلبيس
يُساق نسيم عبير الفرقان
استنشق عبق الكلمات
من بين حنايا آيات التبيان
تأتيك راجمات الغيب
تزلزل العفن الآسن عليه تهدّ البنيان
الروح روحان
الروح روحان وجهان لعملة واحدة
الأصل فيها ثابت والفرع ماء
روح تعتمد الإيجاب لروحها عقلاً
تجاهد تبدع طرقاً لتشكير العطاء
الروح الأخرى توأمها ترابط بالثغور
وهي سالبة لا تنفث إلا الهواء
يكون صاحبها كبهيمة الأنعام
لا يحرّك ساكناً وينتظر العطاء
قبيلُ الأولى الأنبياء السلام عليهم
و المفكرون والصالحون والأولياء
وتجر الثانية خلفها قطيعاً بهيماً
بقيادة الزعماء الفراعنة والدهماء
مسكن الروح الثانية جسداً له خوار
يحتاج ليحيى أن يتغذى ويشرب ماء
والروح الأولى غذاؤها الصلوات الذاكيات
التفكر والتأمل والتدبر والدعاء
فإن أهملت غذاء روحك بت جسداً
لا يُرجى منه إلا العاديات من الهباء
كما أنك إن ما أطعمت جسدك إهترى
صار نحيلاً وبت حقلاً مرتعاً للداء
المكر
عجباً لعالِمٍ بدا مُتحيّراً
يرى العلوم سراباً بقيعان الظنون
يريد وينوي أن يكون لقيمةٍ محققا
والنوايا حسنها لا يكفي كافاً من فنون
يقطع الليل على القيام تهجداً
وتراه بصبحٍ فوق أمواج الفتون
{الله} له في الخلق
عجباً أعاجيب الشئون
القلب يُقلّبُ بين أنامل الرحمن
و خوف الختام أن يكن فتون
متمرّدٌ حيناً وأخرى خاشعٌ
فيا ليت شعري كيف أخراه تكون
{لله} مكر وهو خيرٌ ماكرٌ
والمكر منه إذ ذاك غير مأمون
مركز الوجود
الإنسان هذا الجرم الفاني
هو من جُعل للوجود مركزٌ خلاّق
فيه تمثلت كل مواعين المعاني
وجميع أروقة المباني وصور الآفاق
هذا الجسد الصغير الضئيل
حوي كل الذي حملته الأعناق
منذ أن كان تحسبه كأنه عدم
و إلى أن تدق ساعة الإغلاق
فإن أردت أن ترى الستة من جوانبه
بستٍ من العيون داخل الأحداق
فانظر بعين القلب واحدةٍ
و أغلق جميع منافذ الأنفاق
وإن أردت أن ترى ربك على الكرسي كفاحاً
فانظر بالعين راضيةٍ لساق عرشك البرّاق
وأدخل الوادي المقدس خاشعاً
خالعاً النعل والجلباب و الأعتاق
تتباين الرسوم وتختلف المباني
وعين المعاني نبعٌ واحدٌ دفّاق
وفي كل ذلك بالتحقيق أنت متهمٌ
وأنت الخصم و القاضي ومنفّذ الإحقاق
فإن كان لا شيء خارجك
وأنت حقيقة الحق ذلك العملاق
فكيف يغيب عنك دليل حقيقتك
ولا يبرح الاسم قاع أنفاق الأعماق
حقيقتك من حبل الوريد إليك أقرب
وبرزخ ما بين بينكما شوق الإنفاق
ومن يوق شُح نفسه قيل قد أفلح
وأمامه تسامت جميع آيات الدِقاق
فبات رفيعاً خفيف الطين لطيف الروح
يمر على الصراط كالبرق فوق البراق
يملأه الحنين وحبٌ دفينٌ لأول موطن
يدفعه الشوق لساحة أول عهد العناق
يلاقي حبيباً ما قط غاب عنه هنا والآن
يراه جديداً عتيقاً بعد انعتاق
يناجي خليلاً حلالاً صفيّاً وفيّاً
فيُحكم غزلاً إليه يشدّ حبال الوفاق
الكذب أول أخطاء إبليس
لا تكذب ولا تكذب فالكذب أول انحرافٍ
عن جادة الجد وهو أصل منبتٍ للداء
هو أول أخطاء إبليس
بقوله أنا خيرٌ منه من أصله ماء
فإن كذبت قد تسرق تأخذ حقاً ليس لك
ومن ثم لا تكتنز غير آفات الهباء
عن الحقيقة تعمى فتمزج الصرف
فتختلط أمام بصرك الأشياء
يختل فيك ميزان القياس
فيمسي الحق والباطل تقديراً سواء
الخطايا تجرجر بعضها
فالكذب والدٌ ومنه الجبن والبخل له أبناء
من منبت السوء يزدهر الحرام
يترعرع الظلم ينهي ويأمر دون حياء
فإن على الرقاب تحكم الظلم
فسد الأمر وبغير الحق سالت دماء
في بيئة الظلم ينبت القهر والذل
ويغدو الخبث دثار الحكمة للزعماء
وتختفي الرحمة ينزوي الودّ
ويُهتك العرض علناً ولا حياة للفقراء
يُتوّج التسلط ملكاً التاج تكبّر
على رأس جهلٍ والصولجان افتراء
يصير التجمّل كأنه صدقاً
وعلى المنابر يغدوا يروح أرباب الرياء
أعمدة الدهر
الصدق والإيثار فضيلة تغنيك
تضعك من الشمس على أوسط مسار
شمس الحقيقة أبداً لا تغيب
وما الليل إلا برقعاً لها وستار
رأفة بالناس جُعلت و رحمة
ولولا الليل والنوم ما زرأت الأرض
ما استيقظ الذُكّار
نبع الحياة أصل الممات منها إليها
الأسماء والصور تسعى كعب دوّار
ثلاثة أثلاثٍ نبع الحياة
ثلث طعام وثلث شرابٌ
وفي الثلث الأخير تُوضع الأوزار
الموت والحياة كالليل والنهار
أعمدة الدهر
زواج المثاني لتنجب الأبكار
مستخلفين لا مستأجرين
في بيئة ألف معظم القوم التعاطي مع السوء بلا حياء
يُصبح الصدق عملة نادرة
فإن رأيت وجدت عظيماً من الشهداء
نشتري ونستأجر الدور في الدنيا بما نظن أموالنا الصمّاء
والأموال ما نحن إلا مستخلفين عليها بما فيها الحق للفقراء
الدور في الآخرة نظن أننا نشتريها
بأحسن ما عملنا ما قدّمت أيدينا والدعاء
والحق أننا لا ندخلها بأعمالنا
بل بالفضل به العزيز يتفضّل يرحم في سخاء
انفراج المعرفة
الرجل الكبير إن ناديته فقل يا عم
تعمّك البركات من عامة الإخوان
البركات تجيء من كنزٍ لليتيمين
تحت الجدار كان دُفن بغابر الأزمان
لا يُعدّ حبيباً إلا من كان أعجبه
فأحبه ومن ثم تناغم الزوجان
وإلى الحبيب أنت تسافر تهاجر
لا تلوي على شيء تُجاهد الزوغان
قيمة الأمر أن تهجر الاثنين إلى واحدٍ
عنده تجد مرج البحرين يلتقيان
ذروة الحب أن يفنى التعدد لحظة
ويستمر البحران بينهما برزخ لا يبغيان
دائرة الحياة دوائر كاللولب تنغلق
وفي الحال يكون انفراجٌ لدوائر العرفان
الصدق الصدق الصدق
ليس بغير تخلّقٍ بالصدق نجاة
من جميع آفات ويلات الانقسام
أول خطيئة وقعت التفريق
والغفران يكون يوم الالتحام
ذلك وعد مريدٍ لا يُخلف أبداً
كما بدأ أول خلقٍ يعيده لدائرة النظام
أعظم الأصحاب صدّيقٌ
قال صدقت بناها على ثقة و وئام
لولا الصدق ما كان يوسف الصدّيق
عزيز مصر ولا كان أمين يوم الزحام
ولولاه ما انفرجت أساريرٌ
وأسرارٌ من على باب الخصام
الصدق نورٌ يبدد حلكة الليل البهيم
فالبصر في النهار حديد كما هو في الظلام
فإن اعتمدت الصدق أنت مبشرٌ
بجنانٍ ما رأتها عين ولا في المنام
ولا سمعت عن أوصافها أُذنٌ
فأنت الوحيد من يتهن بجنة الإلهام
مركب الصدق لا يغرق أبداً
ولا يحتاج الخضر السلام عليه لخرقه ليعبر في سلام
الصدق معناه الصفاء ليله كنهاره
لا ظلال له ولا يوصّفه تعبير الكلام
فإن اعتمدت الصدق لا تتكدر أبداً
منك لا تدنوا شرور الظن والأوهام
وإن على راحلة الصدق به اكتفيت
رأيت ربّك حقاً يقظة ليس في الأحلام
{الله} من وراء الأرباب بهم محيطٌ
يجتبي إليه الصادقين من خير خيار الأنام
فإن لك في كل أمر اتخذت الصدق رفيقاً
أبعدك عن أصدقاء السوء وفحش الكلام
ومن لا يتحدث إلا صدقاً يتحرى الصدق
كُتب صدّيقاً مع الشهداء بدراً اكتمل التمام
القليل من الكرام يطلبون المقام بداره
وذلك في التصوّر غاية ما يُرام
قصر الصدق أُقيم بالوادي المقدس
يختصم على أبوابه القليل الشاكرون الفُهام
الصادقون يُجزون الصدق مشكوراً لصدقهم
ويُنصّب الصدق في الحال عليهم إمام
يوم فصلك
تأكد أن يوم فصلك حلّ ها هنا والآن
العروة وُثّقت وتم توقيع الشهود
لا تنتظر آخرةً ما بدأت هنا والآن
فمن ضل هنا لا يكون له هناك وجود
فهل أدور أنا في حلقة مفرغة
مكرراً نقض ما أوثقت من العهود
أم أنني كما أتمنى أسابق الريح
نحو الموعود الصلاة والسلام عليه
بمقامٍ واحدٍ أحدٍ محمود
لن يكون الوصول للغايات على ظهر التمني
فليس ذاك إلا الحجر صلداً وجمود
تتحقق الغايات بالتشمير عن ساعد الجد
بالصبر والمثابرة بالتأني والصمود
الأمر العجيب
عين النساء سليطة
وسهامهن مسمومة وقلّ ألا تصيب
والعاديات ضبحاً بعض جنودهن
يغرن بالصبح وعند المغيب
و الحكمة أنهن رياحين الهوى
وعلى أعتابهن يحلو النحيب
فالحياة لا تقوم بغير وجودهن
ولشهود الذات جُعلن آية فأمرهن عجيب
قوامة الرجال على النساء تشريعٌ فيه سرٌ
لا يدركه غير من كان صنديداً لبيب
فإن خضعن بالقول اهتزّت عروشٌ
وتعالت على النار ألسنة اللهيب
وإن كشفن عن سيقانهن الصروح تهاوت
والعرش تحت الملوك ما عاد مهيب
شهوة الغيب تحرّك المغيرات تفكراً
ولدى اللبيب ينهار الجدار الصعيب
حب النساء يجئ أول والثانية طيباً
ثم الصلاة أو ليس ذاك عجيب
هن حضن الحياة حيطان قلاع الوجود
من داخلها تعالى السماء وارتد الماء إليها صبيب
فإن علمت يا هذا سر نشأتهن
ما عليهن رفعت عيناً لهيب
فإن إحداهن هي أمك ثم أمك ثم أمك
فعسى أنك لهذا الحب أن تستجيب
رحلة الرجوع
ألا يا نسيم الصبابة والجوى
خذني إلى الحل من نوى الإسفاف
أحكم عقدة الحس بنار الهوى
وسرّع رحلة الرجوع من إلاف
أخبر الآفاق عني عن لوعتي
عن الشغف يعود رجعاً لصدى الأعراف
وكن الجناح لمهجتي في طريق عودتي
إلى حيث أهجع مطمئناً لا أخاف
مسرح الحياة
الصلاة أعظم مُسكّنٍ للألم
وإحكامها أحكم أدوية الشفاء للأسقام
جميع آلام الجسد ما هي إلا دفاعات
ضرباً بسيفٍ أو رمياً برمح والسهام
الجسد مسرح الوجود على خشبته
تُمثل قصة الحياة منذ مبتدأ الفصام
ما يدور عليه أعظم مما بالآفاق يجري
وعبارة التصوير تقريباً لمعنى الكلام
الخلود
الخلودُ تواجدٌ للحياة مستمرٌّ
لا يغيب عبر الدهر عن ذاكرة الإنسان
ولا يخلد في مسيرة الوقت غير الإبداع
يجري مجرى الدم من دائرة الزمان
الفنانُ يُخرج ذاته تتجلى إبداعاً
في فنونٍ خالداتٍ فوق خط العنفوان
هو الفاني الباقي يموت جسداً
ويظل الإبداع تذكرة الفنان
الخلود مهما طال لا يكون سرمداً
فقصاراه أن يستمر أبداً والأبد زمنٌ فان
الأبد يدوم ما دامت الأرض دائرة
تزاوج الشمس كالشأن من زوجان
حتى إذ ما السماء بالأرض إرتتقت
بدت الأرض الجديدة للعيان
الليل والنهار لا يتعاقبان عليها
فشموسها من حولها مشرقة في كل آن
على الدوام منيرة بردها كالحر فيها
ولا ظلال تبرقع الوجه والوجدان
هذا سيكون الحال في دورة للحياة مقبلةٌ
وهكذا دواليك يكون اختلاف الشأن
ولا يجري في آخرها طبق ما تم في أولها
إلا كما الشبه في تطابقٍ لتؤمان
قانون إعادة التكوين أن النهاية
تشبه البداية ولا تكرار في الألوان
على رأس كل نهاية بداية جديدة
ودورة الحياة لا تكفّ عن دوران
وعليه نقطع الشك باليقين
بلا أننا أول الدوائر تحكي عن الديان
كما و لا أننا سنكون آخر الحكاية
بل يكون بعدنا السير سرمداً إلى هنا والآن
عين الفؤاد
كثيرٌ من الناس دوافعهم نبيلة
وليس غير الخير ما في صدورهم مكنون
البعض منهم إذ ما عبّروا
ظهر منهم غير ما هم يُبطنون
فإن عجزت أن تجد عبارة صالحة
لتوصل الخير كما هو مقرون
فابتسم وتأنى
يقول وجهك بالقسمات خيراً
فلا بك شراً يظنون
تعرّض لضوء الشمس
إن أردت لحقيقتك أن تراها العيون
وانظر بالفؤاد عسى ولعل أن
تعاين الحق بقلبك المكنون
ما قصدت أن أبني البيوت التي سلفت
وإنما هكذا جاءت اللبنات على المتون
وهي التي أيقظت العيون التي نامت
لتكتب بعض أسرار الفنون
والحق أن الفنون جميعها رسل تعبيرٍ
لتخرج ما تحت الجدار مدفون
فاعلم بأن كل ما عملت من عمل
هو في الحقيقة فنٌ فيك مرهون
وقيام ساعتك حين تبدأ التعبير
وفي الحين ترى كيف أنك محكمٌ موزون
فإن ثقل الميزان من جانبك نعمت
وتمتّعت بالعيش راضياً مأمون
الملك واحد
كلما تتحدث عن أملاكك
عن بنيك ومما ملكوا
تكون أنت في خطر عظيم
فأنت على ما تملك زبداً
من بنيك وممتلكاتهم
مستخلفاً بمقتضى التنظيم
المَلِكُ على الدنيا بمن وما فيها واحدٌ
مَلِكُ السماوات و الأرضين وكل ليم
فإن نازعته في ملكه خسرت
وإن أطعته عبداً ملكك النعيم
إن كان أهلك يعاملوك هواناً
فإلى نفسك أرسل التصحيح في التعميم
فما الأهل في الآفاق
إلا مرآة نفسك بين جنبيك
والإثم فيك صميم
كأن ما تراك أهلاً لتوقيرٍ واحترامٍ
بينما أنت إلا غلاماً لئيم
فأنت تراك أخير من سواك
و في ذلك قد جانبت أبسط التعليم
ختام أنباء الغيب
كيف يكون التصوّر للاحتفال
ببداية حياة العام الجديد
وهل سنكون عليه وجودا
روحاً بجسدٍ على نفس الصعيد
العام سنة مضى والمكتوب مقدر
تقصّر عمرٌ أو كان مديد
من أنباء الغيب كان العام حين ابتدأ
فصار الآن خبراً كان في الأمد البعيد
أنظر إليك تساءل أشقي أنت
أم أنت تراك الآن سعيد
خلاصة عهدٍ مضى ما أنت عليه الآن
توثيق العهود جنازير الحديد
العبرة بما فيك انطبع كيفاً وكمّاً
وما منك انجلى ببصرٍ حديد
الآن يوم الحشر نهاية حياة مضت
والساعة هذي بداية دورٍ جديد
الكتاب المرقوم ميزانٌ ديجيتال
يلخص حال المقامِ يُوقّع عَقداً جديد
في كل لحظة وجدٍ الحيّ جديدٌ
سواء شقيٌّ أو الآن هو سعيد
الأعوام التسعة فوق الألفين
أعياد ميلاد السلام عليه المسيح الفريد
وأعياد ميلاد الحياة فوق الحصر
والعلم بها شأن العزيز المريد
التصوير للقدرة بعدد وجوه أنفاس الحياة
يبدأها له منه تجيء وإليه يُعيد
فما في الوجود إلا له انبثق عنه
فهو الشاهد ويعود مشهودٌ إليه شهيد
بعد العشر القادمات فوق الألفين وتسع
نرجوه البعث لمحمود المقام بعودٍ حميد
ختام أنباء الغيب عن ساعة ظهورٍ
وتلك تكون بداية دورٍ ضربة لازب جديد
من علامات الساعة
لا يزال البشر يستعبد بعضهم بعضاً
إلى أن فيهم يُبعث السيد بهندام إنسان
ولن يظهر الإنسان مبشراً فيهم
إلا أن بهم تضيق الأرض بما رحبت
فيتطاولون بالبنيان
لو أنهم رأوا أن الجميع عبيداً
والسيد واحد أحدٌ صمدٌ لا له ولدان
لما استأسد بعضهم على بعضٍ
ولكان الجميع تجمعهم محبة الإخوان
غير أن الحكمة اقتضت التباين
حتى يكون السير مشقة الحلوان
وما أحلى الحلو يأتيك بعد الكبد
ولا الراحة إلا بعد العنفوان
منازل الأحرار
رغبت أن أكتب عن بيوت الأحرار
شعراً على صفحة الأيام يتردد
يسكن عامة الناس على غرفتين
أضيقهما شراً
وبغرفة الخير منافذ النعم تتعدد
بيوت الأحرار لا جدارٌ يُسوّرها
وساكنها إلى جميع الخلق يتودد
تلك بيوتٌ أُذن في الأزل أنها تُرفع
ولا يُرى فيها غير الخير يتجدد
منازل الأحرار لا لها مصاريع تسدها
والعابرون يغترفون من حوضها الأمجد
الأحرار هم من اصطلح ظاهرهم بباطنهم
فلا يظهر منهم غير ما بداخلهم تحدد
تلك مرتبة تُنحر الأعناق دون بلوغها
وما أقام عليها إلا الواحد الأسعد
محمدٌ الصلاة والسلام عليه
أول الأحرار من قيد الخفاء
وهو من بنا إلى العلا يصعد
فمن أراد له المولى أن يلاقي ربه
جعل له طريق الصلاة والسلام عليه
ضمان وصوله الأحمد
كون الناس
السماء واحدة تعددت طبقاتها
إلى سبعة أحوالٍ من غياهب الملكوت
والسماوات الأخر تفرقوا
مجرّاتٍ يستعص حصرها على الناسوت
كون الناس بسكة التبانة
وتعددت من حولهم الأكوان في بهموت
البهموت لا غرار له
ولا العقول تدرك عنه إلى أن يحل الموت
الموت بالحس كشف الغطاء
ويكون في المعنى قفزاً بلا باراشوت
يتبع (دستور الإنسان )
{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
ملح الحياة
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر :
{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
ماذا نعني بتجمع العصر
الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]
المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]
{اللهُ}
جلّ جلاله وتباركت أسماؤه
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
[13 الأحقاف]
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة
ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون}
[30فُصّلت]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
{ وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين}
[9 النحل]
جفـاءُ المضـاجـع ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى
وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء سـاعات الجوى
قد مضى عهد التّصابي و مقبل الأيّام رجعٌ للصّدى
إهداء هذا الديوان
إلي الإنسان
يا أيها الإنسان الذي أضاع متعة السكون في جنة حاضره
متشبثاً بأمجاد ماضيه الذي ما عاد يعالج معراج مستقبله
فلتعلم بأن ما أنت عليه الآن ليس إلا الوهم يمتطي صهوات الوهن والضياع.
و لتعلم بأن ما من كتاب أنزل ولا من رسول أرسل ولا من شريعة شرّعت
إلا وكرامة الإنسان كانت وما انفكت هي الهدف والمبتغى
هي المبتدى وهي المنتهى.
إلى كل رمز حائر يجهل إلى المفر سبيلا
إلى كل حائر بين الشعاب على مفترقٍ من النجود
وقد تعمّى عليه السبيل
إلى كل معتكفٍ ببيضةٍ
يظن أن قد يهتدي إلي القيوم سبيلا
إلى كل منصرف إلى أهوائه وقد أراح الفكر
عن تحري أيّ طريق إلى النجاة سبيلا
إلى كل مبتدئ غره العنفوان
فأنساه أن التعمير
أقصر من لمح طرف الزمان المهيل
إلى كل من شاخ على الطريق غافلاً
عن أن الطريق إلى ختامٍ يحثّ السير بلا تمهيلا.
حقيقة الأمر فيك
العبادة ليست لأجل {الله}
فكن فطناً لأنه هو المتعال
الصلاة في اليوم والليلة ستاً
والصوم شهرٌ واحد
تلك سبعٌ لإصلاح الجسد والأفعال
الجسدُ الطينُ أرض نماء الحياة
والسماء آفاقٌ مشدودة إليها بالحبال
الحبال مودة و رحمة والمراد السكون
بعضهم لبعضٍ الآن هنا وحين المآل
الأب الصالح مولود أبنائه
وليس تحت الجدار غير محترم الخصال
عندها يكون كما في السماء فوقٌ
يسكن الأرض تحت الجبال
وما الجبال إلا عقولاً تُبدي سكوناً
وهي كالسحاب لا تكف عن تجوال
فإن أردت أن ترى حقيقة الأمر
فاخرج بنفسك عنك الآن في الحال
فيُقام الوزنُ فيك بالقسط
ولا يرجّح الميزان غير الحلال
وتُرجم شياطينك فيك شهباً
فلا يُسمع منك غير ألحان الجمال
وتلك كلمة طيّبة أصلها ثابت
والفرع عليه تقوم أركان الجدال
بالتي هي أحسن تُراض الأسود
وللإحسان حق اليقين كمال
حكمة التعمير
ليس البدر يكون في ليل تمامه
في حساب كتاب لا ريب كامل التنوير
فالأنوار عدد أحوالٍ مقامها سبعة
كما العدد للسماوات والأرض بلولب التدوير
السماوات سبعة وسبع أرضين
وكل ما بينهما يسبع واللغة للتعبير
فكل كلمة لا بل كل حرف
بل كل نقطة لها سبع أبعادٍ سنة التمرير
فلا يقولن كائن من كان بأنه
قد أدرك ظاهر الأمر و التأويل والتقدير
فالساعة آتية تكاد لا تظهر
وهي الآن قائمة شأن العلي القدير
يمكنك بأم عينك أن تراها
إن استطعت رؤية التعبير في نسيمات العبير
الساعة آتية معناها قد أتت
وهي الآن حاضرة على شاشة التصوير
الجزاء من جنس العمل
والأسباب والغايات بعضها من بعض
وتلك سنة التسيير
فلتطمئن وترضى فأنت بأعظم نعمة
بها قضى وقدر العالم الأول كاتب التقرير
الأخذ بالأسباب فضل فاتبع السبب
وأصبر ورابط وانتظر علامة التبصير
فإن أنت فعلت لابد ستدرك
وتلاقي رب ذاتك أحسن حسنة التخيير
فأحسن الحسنى أن تضع الأشياء في مواضعها
وتلك جُعلت غاية حكمة التعمير
دعوة الإنسان
انكشف الغطاء فبانت المغاور
واهتدت الأبصار لمركز البصائر
ظهر الإنسان بدعوة البشائر
حشر الوحوش وبعثر المقابر
فتزاوجت نفوس وأنجبت ضمائر
جلسة استغفار
على مشارف الأنوار تكون جلسة استغفار
لتنجلي الأسرار ويولد الأبكار
هي برزخ أنوارٍ الحق فيها يُدار
والمهد فيها يزار بتراتيل من الأذكار
مسك يفوح بالأسحار يعطر ساحة الأبرار
هو قبس من نار يرشد الأفكار لمرفأ الأحرار
الشهود
لا الخلق ميزان ولا الأكوان شاهد
الحق مطويّ مسجى فيما نشاهد
ما كونٌ يكن إلا وهو كائن
ولا كائنٌ فيما يكون غير المَشَاهد
ما وجهه من معني كن إلا شواهد
مرآته لشهوده ذات المُشاهد
فعش به في ظله لا لا تجاهد
فإنك أنت هو لا غيره
فاسكن وشاهد
الطابور الخامس
لا تقنط فإنك إن فعلت
انهارت الأركان حطّمت الجسور
وأصبحت الظنون عمدة دارة البيت
واعتلى الوهم على متن الظهور
الثقة في حسن اختيار الرب لما بالمقام
جنّة وارفة الظلال فيّاضة بالنور
التسليم يكفيك خلاصة الشهوات
والرغبات المشاكسات على جسر العبور
هذه الأولى الفانية هي الجسر
يؤدي لما في الآخرة سعادة وحبور
فلا يغرنّك البهرجة والتبرّج من جانبها
فإنه الطُعم به تغريك إلى الغرور
فلا تختال على ظهرها مرحاً
فلن تُعطيك شيئاً ونهاية الطواف إلى القبور
فإن أردت شكم غرورها خذ الكفاف
واعتمد الإيثار غسلاً من الماء الطهور
خذ الحذر تيقظ
فالنفس على جميع مدارجها أمارة
ولا يواجهها فيرديها إلا من كان جسور
ولا تطمئن لها إن رأيت أنها رضيت
فإنها خدّاعة و المكر خامس الطابور
ليس فيما ورد أعلاه إلا جيشان نفسٍ
توّاقة للرجوع إلا الوطن والبيت المعمور
حيث كانت في أمانٍ لا يعكّر صفوه
خوفٌ ولا ما بالغيب في المجهول مغمور
الملفات المشفّرة
قوة الفكر سلاح لا تُدانيه سرعة البرق
حين النفخ في صور أعمدة الكفاح
والنبأ تخبر به الآيات بالرايات ظاهرة
من حافة الآفاق حين ينبلج الوضاح
تُخرج السرّ من مكنونه تبوح به بلا وجلٍ
ولا تخش أن ربما يكون افتضاح
فدعك من النحت على القواعد وانتظر
فما من سرٍّ إلا له من به بوّاح
ما كان كل الذي فيما كان معتبراً
عند أعلم العلماء غيبا دونه تُطوى البطاح
هو الآن يعتبر من طبيعة الأشياء
تدركه العامّة ببداهة الإفصاح
فلا تغتر إن رأيت أن لديك بعض معرفة
بها تتباهى أمام ليلى وسلمى وسماح
الغرور حماقة و فوق كل ذي علمٍ عليمٌ
ولا نهاية للعرفان تبلغها مهما استطلت جناح
حم كلمة السر تحمي ملفات علومٍ مشفّرةٍ
تحميك من ويل ادّعاء تشفيك من الجراح
ملفاتٌ تعجز عن قراءتها جهراً
وبالفكر تطوي الصفحات كالبرق اللمّاح
من هو المختار
من هو المرجو لتغيير الكون هذا
وقد انتكس ميزان القضاء
ومتى يأتي المخلص المختار هذا
أمن الأرض يقوم أم ستنزله السماء
هل شرط ظهوره أن يعمّ الفساد
وأن تُسفك على الأرض الدماء
هل سيكون أمر الصلاح للأرض
كما كان الأمر بعهد أول الخلفاء
هل الآن بداية العهد للإصلاح
أم نحن نشارف نهايات البناء
نحن نقف الآن حيارى لا نعرف
نجهل كيف نعبر كيف نبتدر الغناء
كيف لنا بهذه الأحوال أن نتكيف
وحدود الصبر طغى عليها العناء
هل الحيرة وقود طلب الصلاح
أم أن الساعة الفجاءة تعم الفضاء
المجدد
ملك الملوك اليوم جاء مُجدداً
ضرغام آكام المعاني والرضاء
السبح والتقديس لبّيا له النداء
والأرض قد دحيت فكانت مسجدا
الروح والأملاك خاضعة له
من طيّه المأذون صاح مؤذنا
ثدي الصحاح
حمم البركان تذوب تبني مسجداً لفلاح
اللافا تصوغ مئذنة
والجمال ينادي
أن بورك من في النار
ومن هو حولها ساهر صيّاح
حُطمت صلبان وجيء بالخنزير
ذُبح قربانا عند كل صباح
حمم من البركان تساقطت
جرت أنهارا وفاضت ينابيع
و الأجفان بتن قراح
الماء عذب بارد شرابه
و موؤدة كُشف نقابها وتميزت
بعد إطلاق سراح
الحق صار لهيباً
لا يطأه غير هالك مقراح
الحرية أصبحت بيضاء
أنهار من لبن
والشهد فيه شفاء لكل صابر نوّاح
الهوان قيد الحبس مكبلاً
بخمر شفاه زرقاء العيون
والصبايا حولها يشفين كل جراح
الليل أضاءته مصابيح كلمات
والتخاطب فعلاً كرد الطرف
جنة عاشق رواه ثغر الحبيب لماً
فأذاب لوعة السوّاح
التزاوج كنسائم أرواح تداخلت
فلا فلٌ ولا ياسمين عبير عبق الرياح
والريق سلسبيلاً رشفته ورود الأقاحي
عند تقبيل ثغور الملاح
تطيبت بالذكر وارتوت بألبانٍ
رضعتها من ثدي الصحاح
الرسول الأحمدي
دار الزمان كعهده
يوم بُعث الرسول المحمدي
القلب حجرٌ
والعقل للبعير عقالٌ
جاهلية أولى لعهد جاهلي
الدين صار جلباب وجاهة
وتجارة اليوم مساجدٌ تُبنى ضرارا
فوا محمداه
أما آن ظهور الرسول الأحمدي
كسرى أنوشروان نهض في الشرق مهللاً
وفي الغرب قسطنطين للمجد يرفع رايةً
ودالت الدنيا لهرقلٍ بأمريكا
البيت كسوه أكفاناً
وصار إليه الحج واجب هذا العهد الجاهلي
فوا محمداه
أما آن أوان الظهور الأحمدي
هذا أوان البعث نعلم أنك آتي
بنور الحق البدر السرمدي
بنور العلم لا بسيف مجاهد
بالصبر بالاصطبار بالتقوى
عصابة رأس مجاهد تقي
عسى ولعل
ألم تر أن نفوساً قد تسامت
عن كل صغير تعالت
فأنبتت من كل زوج بهيج
فعسانا أن نكون ظلالاً وارفات
أو أن نكون حقولاً
أو أن نكون بالذكر لساناً لهيج
حائط أنوار الدخان
من عفن الماء جاء الإنسان
ومن هواء آسن برز الشيطان
لخلاصٍ من ذاك اقرأ رتل قرآن
و خاصة ذاك آيات الدخان
لطب التلبيس
يُساق نسيم عبير الفرقان
استنشق عبق الكلمات
من بين حنايا آيات التبيان
تأتيك راجمات الغيب
تزلزل العفن الآسن عليه تهدّ البنيان
الروح روحان
الروح روحان وجهان لعملة واحدة
الأصل فيها ثابت والفرع ماء
روح تعتمد الإيجاب لروحها عقلاً
تجاهد تبدع طرقاً لتشكير العطاء
الروح الأخرى توأمها ترابط بالثغور
وهي سالبة لا تنفث إلا الهواء
يكون صاحبها كبهيمة الأنعام
لا يحرّك ساكناً وينتظر العطاء
قبيلُ الأولى الأنبياء السلام عليهم
و المفكرون والصالحون والأولياء
وتجر الثانية خلفها قطيعاً بهيماً
بقيادة الزعماء الفراعنة والدهماء
مسكن الروح الثانية جسداً له خوار
يحتاج ليحيى أن يتغذى ويشرب ماء
والروح الأولى غذاؤها الصلوات الذاكيات
التفكر والتأمل والتدبر والدعاء
فإن أهملت غذاء روحك بت جسداً
لا يُرجى منه إلا العاديات من الهباء
كما أنك إن ما أطعمت جسدك إهترى
صار نحيلاً وبت حقلاً مرتعاً للداء
المكر
عجباً لعالِمٍ بدا مُتحيّراً
يرى العلوم سراباً بقيعان الظنون
يريد وينوي أن يكون لقيمةٍ محققا
والنوايا حسنها لا يكفي كافاً من فنون
يقطع الليل على القيام تهجداً
وتراه بصبحٍ فوق أمواج الفتون
{الله} له في الخلق
عجباً أعاجيب الشئون
القلب يُقلّبُ بين أنامل الرحمن
و خوف الختام أن يكن فتون
متمرّدٌ حيناً وأخرى خاشعٌ
فيا ليت شعري كيف أخراه تكون
{لله} مكر وهو خيرٌ ماكرٌ
والمكر منه إذ ذاك غير مأمون
مركز الوجود
الإنسان هذا الجرم الفاني
هو من جُعل للوجود مركزٌ خلاّق
فيه تمثلت كل مواعين المعاني
وجميع أروقة المباني وصور الآفاق
هذا الجسد الصغير الضئيل
حوي كل الذي حملته الأعناق
منذ أن كان تحسبه كأنه عدم
و إلى أن تدق ساعة الإغلاق
فإن أردت أن ترى الستة من جوانبه
بستٍ من العيون داخل الأحداق
فانظر بعين القلب واحدةٍ
و أغلق جميع منافذ الأنفاق
وإن أردت أن ترى ربك على الكرسي كفاحاً
فانظر بالعين راضيةٍ لساق عرشك البرّاق
وأدخل الوادي المقدس خاشعاً
خالعاً النعل والجلباب و الأعتاق
تتباين الرسوم وتختلف المباني
وعين المعاني نبعٌ واحدٌ دفّاق
وفي كل ذلك بالتحقيق أنت متهمٌ
وأنت الخصم و القاضي ومنفّذ الإحقاق
فإن كان لا شيء خارجك
وأنت حقيقة الحق ذلك العملاق
فكيف يغيب عنك دليل حقيقتك
ولا يبرح الاسم قاع أنفاق الأعماق
حقيقتك من حبل الوريد إليك أقرب
وبرزخ ما بين بينكما شوق الإنفاق
ومن يوق شُح نفسه قيل قد أفلح
وأمامه تسامت جميع آيات الدِقاق
فبات رفيعاً خفيف الطين لطيف الروح
يمر على الصراط كالبرق فوق البراق
يملأه الحنين وحبٌ دفينٌ لأول موطن
يدفعه الشوق لساحة أول عهد العناق
يلاقي حبيباً ما قط غاب عنه هنا والآن
يراه جديداً عتيقاً بعد انعتاق
يناجي خليلاً حلالاً صفيّاً وفيّاً
فيُحكم غزلاً إليه يشدّ حبال الوفاق
الكذب أول أخطاء إبليس
لا تكذب ولا تكذب فالكذب أول انحرافٍ
عن جادة الجد وهو أصل منبتٍ للداء
هو أول أخطاء إبليس
بقوله أنا خيرٌ منه من أصله ماء
فإن كذبت قد تسرق تأخذ حقاً ليس لك
ومن ثم لا تكتنز غير آفات الهباء
عن الحقيقة تعمى فتمزج الصرف
فتختلط أمام بصرك الأشياء
يختل فيك ميزان القياس
فيمسي الحق والباطل تقديراً سواء
الخطايا تجرجر بعضها
فالكذب والدٌ ومنه الجبن والبخل له أبناء
من منبت السوء يزدهر الحرام
يترعرع الظلم ينهي ويأمر دون حياء
فإن على الرقاب تحكم الظلم
فسد الأمر وبغير الحق سالت دماء
في بيئة الظلم ينبت القهر والذل
ويغدو الخبث دثار الحكمة للزعماء
وتختفي الرحمة ينزوي الودّ
ويُهتك العرض علناً ولا حياة للفقراء
يُتوّج التسلط ملكاً التاج تكبّر
على رأس جهلٍ والصولجان افتراء
يصير التجمّل كأنه صدقاً
وعلى المنابر يغدوا يروح أرباب الرياء
أعمدة الدهر
الصدق والإيثار فضيلة تغنيك
تضعك من الشمس على أوسط مسار
شمس الحقيقة أبداً لا تغيب
وما الليل إلا برقعاً لها وستار
رأفة بالناس جُعلت و رحمة
ولولا الليل والنوم ما زرأت الأرض
ما استيقظ الذُكّار
نبع الحياة أصل الممات منها إليها
الأسماء والصور تسعى كعب دوّار
ثلاثة أثلاثٍ نبع الحياة
ثلث طعام وثلث شرابٌ
وفي الثلث الأخير تُوضع الأوزار
الموت والحياة كالليل والنهار
أعمدة الدهر
زواج المثاني لتنجب الأبكار
مستخلفين لا مستأجرين
في بيئة ألف معظم القوم التعاطي مع السوء بلا حياء
يُصبح الصدق عملة نادرة
فإن رأيت وجدت عظيماً من الشهداء
نشتري ونستأجر الدور في الدنيا بما نظن أموالنا الصمّاء
والأموال ما نحن إلا مستخلفين عليها بما فيها الحق للفقراء
الدور في الآخرة نظن أننا نشتريها
بأحسن ما عملنا ما قدّمت أيدينا والدعاء
والحق أننا لا ندخلها بأعمالنا
بل بالفضل به العزيز يتفضّل يرحم في سخاء
انفراج المعرفة
الرجل الكبير إن ناديته فقل يا عم
تعمّك البركات من عامة الإخوان
البركات تجيء من كنزٍ لليتيمين
تحت الجدار كان دُفن بغابر الأزمان
لا يُعدّ حبيباً إلا من كان أعجبه
فأحبه ومن ثم تناغم الزوجان
وإلى الحبيب أنت تسافر تهاجر
لا تلوي على شيء تُجاهد الزوغان
قيمة الأمر أن تهجر الاثنين إلى واحدٍ
عنده تجد مرج البحرين يلتقيان
ذروة الحب أن يفنى التعدد لحظة
ويستمر البحران بينهما برزخ لا يبغيان
دائرة الحياة دوائر كاللولب تنغلق
وفي الحال يكون انفراجٌ لدوائر العرفان
الصدق الصدق الصدق
ليس بغير تخلّقٍ بالصدق نجاة
من جميع آفات ويلات الانقسام
أول خطيئة وقعت التفريق
والغفران يكون يوم الالتحام
ذلك وعد مريدٍ لا يُخلف أبداً
كما بدأ أول خلقٍ يعيده لدائرة النظام
أعظم الأصحاب صدّيقٌ
قال صدقت بناها على ثقة و وئام
لولا الصدق ما كان يوسف الصدّيق
عزيز مصر ولا كان أمين يوم الزحام
ولولاه ما انفرجت أساريرٌ
وأسرارٌ من على باب الخصام
الصدق نورٌ يبدد حلكة الليل البهيم
فالبصر في النهار حديد كما هو في الظلام
فإن اعتمدت الصدق أنت مبشرٌ
بجنانٍ ما رأتها عين ولا في المنام
ولا سمعت عن أوصافها أُذنٌ
فأنت الوحيد من يتهن بجنة الإلهام
مركب الصدق لا يغرق أبداً
ولا يحتاج الخضر السلام عليه لخرقه ليعبر في سلام
الصدق معناه الصفاء ليله كنهاره
لا ظلال له ولا يوصّفه تعبير الكلام
فإن اعتمدت الصدق لا تتكدر أبداً
منك لا تدنوا شرور الظن والأوهام
وإن على راحلة الصدق به اكتفيت
رأيت ربّك حقاً يقظة ليس في الأحلام
{الله} من وراء الأرباب بهم محيطٌ
يجتبي إليه الصادقين من خير خيار الأنام
فإن لك في كل أمر اتخذت الصدق رفيقاً
أبعدك عن أصدقاء السوء وفحش الكلام
ومن لا يتحدث إلا صدقاً يتحرى الصدق
كُتب صدّيقاً مع الشهداء بدراً اكتمل التمام
القليل من الكرام يطلبون المقام بداره
وذلك في التصوّر غاية ما يُرام
قصر الصدق أُقيم بالوادي المقدس
يختصم على أبوابه القليل الشاكرون الفُهام
الصادقون يُجزون الصدق مشكوراً لصدقهم
ويُنصّب الصدق في الحال عليهم إمام
يوم فصلك
تأكد أن يوم فصلك حلّ ها هنا والآن
العروة وُثّقت وتم توقيع الشهود
لا تنتظر آخرةً ما بدأت هنا والآن
فمن ضل هنا لا يكون له هناك وجود
فهل أدور أنا في حلقة مفرغة
مكرراً نقض ما أوثقت من العهود
أم أنني كما أتمنى أسابق الريح
نحو الموعود الصلاة والسلام عليه
بمقامٍ واحدٍ أحدٍ محمود
لن يكون الوصول للغايات على ظهر التمني
فليس ذاك إلا الحجر صلداً وجمود
تتحقق الغايات بالتشمير عن ساعد الجد
بالصبر والمثابرة بالتأني والصمود
الأمر العجيب
عين النساء سليطة
وسهامهن مسمومة وقلّ ألا تصيب
والعاديات ضبحاً بعض جنودهن
يغرن بالصبح وعند المغيب
و الحكمة أنهن رياحين الهوى
وعلى أعتابهن يحلو النحيب
فالحياة لا تقوم بغير وجودهن
ولشهود الذات جُعلن آية فأمرهن عجيب
قوامة الرجال على النساء تشريعٌ فيه سرٌ
لا يدركه غير من كان صنديداً لبيب
فإن خضعن بالقول اهتزّت عروشٌ
وتعالت على النار ألسنة اللهيب
وإن كشفن عن سيقانهن الصروح تهاوت
والعرش تحت الملوك ما عاد مهيب
شهوة الغيب تحرّك المغيرات تفكراً
ولدى اللبيب ينهار الجدار الصعيب
حب النساء يجئ أول والثانية طيباً
ثم الصلاة أو ليس ذاك عجيب
هن حضن الحياة حيطان قلاع الوجود
من داخلها تعالى السماء وارتد الماء إليها صبيب
فإن علمت يا هذا سر نشأتهن
ما عليهن رفعت عيناً لهيب
فإن إحداهن هي أمك ثم أمك ثم أمك
فعسى أنك لهذا الحب أن تستجيب
رحلة الرجوع
ألا يا نسيم الصبابة والجوى
خذني إلى الحل من نوى الإسفاف
أحكم عقدة الحس بنار الهوى
وسرّع رحلة الرجوع من إلاف
أخبر الآفاق عني عن لوعتي
عن الشغف يعود رجعاً لصدى الأعراف
وكن الجناح لمهجتي في طريق عودتي
إلى حيث أهجع مطمئناً لا أخاف
مسرح الحياة
الصلاة أعظم مُسكّنٍ للألم
وإحكامها أحكم أدوية الشفاء للأسقام
جميع آلام الجسد ما هي إلا دفاعات
ضرباً بسيفٍ أو رمياً برمح والسهام
الجسد مسرح الوجود على خشبته
تُمثل قصة الحياة منذ مبتدأ الفصام
ما يدور عليه أعظم مما بالآفاق يجري
وعبارة التصوير تقريباً لمعنى الكلام
الخلود
الخلودُ تواجدٌ للحياة مستمرٌّ
لا يغيب عبر الدهر عن ذاكرة الإنسان
ولا يخلد في مسيرة الوقت غير الإبداع
يجري مجرى الدم من دائرة الزمان
الفنانُ يُخرج ذاته تتجلى إبداعاً
في فنونٍ خالداتٍ فوق خط العنفوان
هو الفاني الباقي يموت جسداً
ويظل الإبداع تذكرة الفنان
الخلود مهما طال لا يكون سرمداً
فقصاراه أن يستمر أبداً والأبد زمنٌ فان
الأبد يدوم ما دامت الأرض دائرة
تزاوج الشمس كالشأن من زوجان
حتى إذ ما السماء بالأرض إرتتقت
بدت الأرض الجديدة للعيان
الليل والنهار لا يتعاقبان عليها
فشموسها من حولها مشرقة في كل آن
على الدوام منيرة بردها كالحر فيها
ولا ظلال تبرقع الوجه والوجدان
هذا سيكون الحال في دورة للحياة مقبلةٌ
وهكذا دواليك يكون اختلاف الشأن
ولا يجري في آخرها طبق ما تم في أولها
إلا كما الشبه في تطابقٍ لتؤمان
قانون إعادة التكوين أن النهاية
تشبه البداية ولا تكرار في الألوان
على رأس كل نهاية بداية جديدة
ودورة الحياة لا تكفّ عن دوران
وعليه نقطع الشك باليقين
بلا أننا أول الدوائر تحكي عن الديان
كما و لا أننا سنكون آخر الحكاية
بل يكون بعدنا السير سرمداً إلى هنا والآن
عين الفؤاد
كثيرٌ من الناس دوافعهم نبيلة
وليس غير الخير ما في صدورهم مكنون
البعض منهم إذ ما عبّروا
ظهر منهم غير ما هم يُبطنون
فإن عجزت أن تجد عبارة صالحة
لتوصل الخير كما هو مقرون
فابتسم وتأنى
يقول وجهك بالقسمات خيراً
فلا بك شراً يظنون
تعرّض لضوء الشمس
إن أردت لحقيقتك أن تراها العيون
وانظر بالفؤاد عسى ولعل أن
تعاين الحق بقلبك المكنون
ما قصدت أن أبني البيوت التي سلفت
وإنما هكذا جاءت اللبنات على المتون
وهي التي أيقظت العيون التي نامت
لتكتب بعض أسرار الفنون
والحق أن الفنون جميعها رسل تعبيرٍ
لتخرج ما تحت الجدار مدفون
فاعلم بأن كل ما عملت من عمل
هو في الحقيقة فنٌ فيك مرهون
وقيام ساعتك حين تبدأ التعبير
وفي الحين ترى كيف أنك محكمٌ موزون
فإن ثقل الميزان من جانبك نعمت
وتمتّعت بالعيش راضياً مأمون
الملك واحد
كلما تتحدث عن أملاكك
عن بنيك ومما ملكوا
تكون أنت في خطر عظيم
فأنت على ما تملك زبداً
من بنيك وممتلكاتهم
مستخلفاً بمقتضى التنظيم
المَلِكُ على الدنيا بمن وما فيها واحدٌ
مَلِكُ السماوات و الأرضين وكل ليم
فإن نازعته في ملكه خسرت
وإن أطعته عبداً ملكك النعيم
إن كان أهلك يعاملوك هواناً
فإلى نفسك أرسل التصحيح في التعميم
فما الأهل في الآفاق
إلا مرآة نفسك بين جنبيك
والإثم فيك صميم
كأن ما تراك أهلاً لتوقيرٍ واحترامٍ
بينما أنت إلا غلاماً لئيم
فأنت تراك أخير من سواك
و في ذلك قد جانبت أبسط التعليم
ختام أنباء الغيب
كيف يكون التصوّر للاحتفال
ببداية حياة العام الجديد
وهل سنكون عليه وجودا
روحاً بجسدٍ على نفس الصعيد
العام سنة مضى والمكتوب مقدر
تقصّر عمرٌ أو كان مديد
من أنباء الغيب كان العام حين ابتدأ
فصار الآن خبراً كان في الأمد البعيد
أنظر إليك تساءل أشقي أنت
أم أنت تراك الآن سعيد
خلاصة عهدٍ مضى ما أنت عليه الآن
توثيق العهود جنازير الحديد
العبرة بما فيك انطبع كيفاً وكمّاً
وما منك انجلى ببصرٍ حديد
الآن يوم الحشر نهاية حياة مضت
والساعة هذي بداية دورٍ جديد
الكتاب المرقوم ميزانٌ ديجيتال
يلخص حال المقامِ يُوقّع عَقداً جديد
في كل لحظة وجدٍ الحيّ جديدٌ
سواء شقيٌّ أو الآن هو سعيد
الأعوام التسعة فوق الألفين
أعياد ميلاد السلام عليه المسيح الفريد
وأعياد ميلاد الحياة فوق الحصر
والعلم بها شأن العزيز المريد
التصوير للقدرة بعدد وجوه أنفاس الحياة
يبدأها له منه تجيء وإليه يُعيد
فما في الوجود إلا له انبثق عنه
فهو الشاهد ويعود مشهودٌ إليه شهيد
بعد العشر القادمات فوق الألفين وتسع
نرجوه البعث لمحمود المقام بعودٍ حميد
ختام أنباء الغيب عن ساعة ظهورٍ
وتلك تكون بداية دورٍ ضربة لازب جديد
من علامات الساعة
لا يزال البشر يستعبد بعضهم بعضاً
إلى أن فيهم يُبعث السيد بهندام إنسان
ولن يظهر الإنسان مبشراً فيهم
إلا أن بهم تضيق الأرض بما رحبت
فيتطاولون بالبنيان
لو أنهم رأوا أن الجميع عبيداً
والسيد واحد أحدٌ صمدٌ لا له ولدان
لما استأسد بعضهم على بعضٍ
ولكان الجميع تجمعهم محبة الإخوان
غير أن الحكمة اقتضت التباين
حتى يكون السير مشقة الحلوان
وما أحلى الحلو يأتيك بعد الكبد
ولا الراحة إلا بعد العنفوان
منازل الأحرار
رغبت أن أكتب عن بيوت الأحرار
شعراً على صفحة الأيام يتردد
يسكن عامة الناس على غرفتين
أضيقهما شراً
وبغرفة الخير منافذ النعم تتعدد
بيوت الأحرار لا جدارٌ يُسوّرها
وساكنها إلى جميع الخلق يتودد
تلك بيوتٌ أُذن في الأزل أنها تُرفع
ولا يُرى فيها غير الخير يتجدد
منازل الأحرار لا لها مصاريع تسدها
والعابرون يغترفون من حوضها الأمجد
الأحرار هم من اصطلح ظاهرهم بباطنهم
فلا يظهر منهم غير ما بداخلهم تحدد
تلك مرتبة تُنحر الأعناق دون بلوغها
وما أقام عليها إلا الواحد الأسعد
محمدٌ الصلاة والسلام عليه
أول الأحرار من قيد الخفاء
وهو من بنا إلى العلا يصعد
فمن أراد له المولى أن يلاقي ربه
جعل له طريق الصلاة والسلام عليه
ضمان وصوله الأحمد
كون الناس
السماء واحدة تعددت طبقاتها
إلى سبعة أحوالٍ من غياهب الملكوت
والسماوات الأخر تفرقوا
مجرّاتٍ يستعص حصرها على الناسوت
كون الناس بسكة التبانة
وتعددت من حولهم الأكوان في بهموت
البهموت لا غرار له
ولا العقول تدرك عنه إلى أن يحل الموت
الموت بالحس كشف الغطاء
ويكون في المعنى قفزاً بلا باراشوت
يتبع (دستور الإنسان )